وأخيراً ... انتصرت المقاومة ... وانتصرت حماس ... وكسر الحصار
ان الحصار الخانق الذي فرض على شعب فلسطين في غزة الأبية لو فرض على اي دولة عظمى لانهارت في شهور بل أسابيع، ولكن هناك عقيدة راسخة وايمان قوي في قلوب ساكنيها، جعلهم يتقوون على كل جبروت، في قلوبهم سكينة وطمأنينة ألقاها الله عليهم كما القاها على القلة المؤمنة يوم بدر، وكلنا يذكر وقوف السيد الأستاذ اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني ووهو يردد بإيمان وعزيمة ( لن تسقط القلاع ولن تخترق الحصون ولن تنتزع منا المواقف ولن نعترف لن نعترف لن نعترف بإسرائيل) فعندما يتحدث هذا الرجل الأشم بهذه الكلمات كان واثق وثوق المؤمنين بوعد الله تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " ووعده أيضاً بـ ( فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ).
فحماس في قطاع غزة ورغم الحصار والقتال الدائم إلا أنها حققت انجازات ونجاحات وانتصارات على جميع المستويات، فعلى الصعيد العسكري نلاحظ التطور الهائل في القدرات والإمكانيات العسكرية لدى كتائب القسام، والتدريبات المستمرة لعناصرها على اساليب الحروب والقتال، ودقة اصابة الاهداف، ناهيك عن التخطيط المحكم للعمليات، بل والتوقيت الملائم لأي عمل يقومون به، واخيرا السرية التامة التي يتحلون بها، وأما على الصعيد الإجتماعي والشعبي، فحماس وحكومة الأستاذ اسماعيل هنية لم تدخرا جهداً في خدمة المواطنين ومساعدتهم، فهناك العشرات من الجمعيات والمؤسسات والنقابات والتجمعات التابعة لحماس قدمت وزاد عطائها في فترة الحصار، مما خفف الكثير عن أبناء هذا الشعب كل الشعب وليس فئة بعينها كاسلوب باقي الأحزاب والمنظمات المتقوقعة على نفسها والتي لا تخدم إلا أفرادها، وازداد بذلك التفاف الجماهير حول حركة حماس، وكلنا لاحظ هذه الجماهير وقوتها في مسيرات ومهرجانات حماس ليس بدءاً بمهرجان الانطلاقة في 14/12/2008 وليس أخيراً بمسيرات كسر الحصار على المعابر التي حشدت الآلاف المؤلفة من المواطنين.
وعلى الصعيد السياسي، فقد لعبت حماس دوراً هاماً في المنطقة، وكانت هي وقادتها محط أنظار الشعوب العربية والحكومات، تسابق دول عربية عديدة لدعوتهم ومجالستهم، سراً وعلناً، فهاا هي حماس لاعبت اليهود بالعصا والجرة كما يقولون، حتى أصبح الوضع الشعبي للحكومة الاسرائيلية في أدنى مستوياته ، بعد العمليات المتكررة الأخيرة والتي راح فيها عشرات الجرحى والقتلى الصهاينة، وهروب عشرات الآلاف من سكان المستوطنات المحاذية للقطاع، وقرارات اخلاء بعضالمواقع العسكرية التي تقع تحت نيران المقاومة، بل وتفكيك بعض منها كتلك التي حصلت شرق خان يونس.
وتحت هذه الضربات القوية كان وفد حماس يتجول بين العريش والقاهرة بناءً على طلب مصري والذي جاء بناء على طلب صهيوني لعقد تهدئة بأي ثمن، وهنا الفرق حيث أن الذي سيدفع الثمن هو الاسرئيلي المحتل وليس الفلسطيني المغتصب من كل شيء إلا الكرااامة.
ثبات حماس على مواقفها وشروطها التي رضخت لها قوة الاحتلال الصهيوني بكل جبروته وعتاده، هو انتصار فعلي وعلى كل الأصعدة لحركة حماس التي كان شعارها حينما خاضت الانتخابات التشريعية "يد تبني ويد تقوم" فنتصرت حماس في بنائها الداخلي، واعادة ترتيب الامور في القطاع، ونشر الامن والامان في محافظات الوطن، ورفض الفلسطينيين عودة الأوضاع إلى ماكانت عليه سابقاً حيث وفي استطلاع للرأي بثته قناة أبو ظبي ان 82% يرفضون عودة الأوضاع إلى ما قبل 15/06/2007 ، هذا إن دل على شيء فإنه يدل على ما وصلت إليه أوضاع الفلسطينيين من استقرار وأمن داخلي خلال هذه الفترة.
ورضوخ الاحتلال لشروط حماس للتهدئة، واستبعاد ملف شاليط عن الحديث ،كان ضربة قاصمة للمفاوضين السابقين، الذين لم يحققوا للشعب الفلسطيني أي شيء، بل في ظل مفاوضاتهم كانت تزاد الأمور سوء، ان المفاوض الكريم يجب ان يثبت ويدافع عن حقوق شعبه لا أن يكون سريع الاستجابة للإملاءات الصهيونية.
فهنيئاً لحماس ولجيشها المقاوم كتائب القسام
هنيئاً لكل فصائل المقاومة وعلى رأسها سراي القدس وألوية الناصر
هنيئاً لكل فلسطيني شريف هذا النصر المؤزر
ومن نصر إلى نصر